سورة الأنبياء - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنبياء)


        


{اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3) قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4) بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (5) مَا آَمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6) وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7) وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8) ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (9) لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10) وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آَخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15)}
أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة، «عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون} قال: من أمر الدنيا».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم، عن ابن جريج في قوله: {اقترب للناس حسابهم} قال: ما يوعدون.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم} يقول: ما ينزل عليهم شيء من القرآن. وفي قوله: {لاهية قلوبهم} قال: غافلة. وفي قوله: {وأسروا النجوى الذين ظلموا} يقول: أسروا الذين ظلموا النجوى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {وأسروا النجوى} قال: أسروا نجواهم بينهم {هل هذا إلا بشر مثلكم} يعنون محمداً صلى الله عليه وسلم {أفتأتون السحر} يقولون: إن متابعة محمد صلى الله عليه وسلم متابعة السحر. وفي قوله: {قال ربي يعلم القول} قال: الغيب وفي قوله: {بل قالوا أضغاث أحلام} قال: أباطيل أحلام.
وأخرج ابن منده وأبو نعيم في المعرفة والبيهقي في سننه وابن عدي، عن جندب البجلي أنه قتل ساحراً كان عند الوليد بن عقبة ثم قال: {أفتأتون السحر وأنتم تبصرون}.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {بل قالوا أضغاث أحلام} أي فعل الأحلام إنما هي رؤيا رآها {بل افتراه بل هو شاعر} كل هذا قد كان منه {فليأتنا بآية كما أرسل الأوّلون} كما جاء موسى وعيسى بالبينات والرسل {ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها} أي أن الرسل كانوا إذا جاؤوا قومهم بالآيات فلم يؤمنوا لم ينظروا.
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: «قال أهل مكة للنبي صلى الله عليه وسلم: إن كان ما تقول حقاً ويسرك أن نؤمن، فحوّل لنا الصفا ذهباً. فأتاه جبريل فقال: إن شئت كان الذي سألك قومك، ولكنه إن كان ثم لم يؤمنوا لم ينظروا؛ وإن شئت استأنيت بقومك. قال: بل أستأني بقومي» فأنزل الله: {ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون}.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {أفهم يؤمنون} قال: يصدقون بذلك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وما جعلناهم جسداً لا يأكلون الطعام} يقول: لم نجعلهم جسداً ليس يأكلون الطعام، إنما جعلناهم جسداً يأكلون الطعام.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وما كانوا خالدين} قال: لا بد لهم من الموت أن يموتوا. وفي قوله: {ثم صدقناهم الوعد} إلى قوله: {وأهلكنا المسرفين} قال: هم المشركون.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن عباس في قوله: {لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم} قال: فيه شرفكم.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {كتاباً فيه ذكركم} قال: فيه حديثكم.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الحسن في قوله: {كتاباً فيه ذكركم} قال: فيه دينكم، أمسك عليكم دينكم بكتابكم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {كتاباً فيه ذكركم} يقول: فيه ذكر ما تعنون به وأمر آخرتكم ودنياكم.
وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي، عن ابن عباس قال: بعث الله نبياً من حمير يقال له شعيب، فوثب إليه عبد فضربه بعصا فسار إليهم بختنصر فقاتلهم فقتلهم حتى لم يبق منهم شيء، وفيهم أنزل الله: {وكم أهلكنا من قرية كانت ظالمة} إلى قوله: {خامدين}.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر، عن الكلبي {وكم قصمنا من قرية} قال: هي حصون بني أزد.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {وكم قصمنا من قرية} قال: أهلكناها. وفي قوله: {لا تركضوا} قال: لا تفروا. وفي قوله: {لعلكم تسألون} قال: تتفهمون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في الآية قال: كانوا إذا أحسوا بالعذاب وذهبت عنهم الرسل من بعد ما أنذروهم فكذبوهم، فلما فقدوا الرسل وأحسوا بالعذاب أرادوا الرجعة إلى الإيمان وركضوا هاربين من العذاب، فقيل لهم؛ لا تركضوا. فعرفوا أنه لا محيص لهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {إذا هم منها يركضون} قال: يفرون.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {وارجعوا إلى ما أترفتم فيه} يقول: ارجعوا إلى دنياكم التي أترفتم فيها {لعلكم تسألون} من دنياكم شيئاً استهزاء بهم. وفي قوله: {فما زالت تلك دعواهم} قال: لما رأوا العذاب وعاينوه، لم يكن لهم هجيري إلا قولهم: {إنا كنا ظالمين} حتى دمر الله عليهم وأهلكهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {وارجعوا إلى ما أترفتم فيه} قال: ارجعوا إلى دوركم وأموالكم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد {فما زالت تلك دعواهم} قال: هم أهل حصون، كانوا قتلوا نبيهم فأرسل الله عليهم بختنصر فقتلهم. وفي قوله: {حتى جعلناهم حصيداً خامدين} قال: بالسيف ضربت الملائكة وجوههم حتى رجعوا إلى مساكنهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب قال: حدثني رجل من المحررين قال: كان باليمن قريتان، يقال لإحداهما حضور، والأخرى فلانة، فبطروا وأترفوا حتى كانوا يغلقون أبوابهم، فلما أترفوا بعث الله إليهم نبياً فدعاهم فقتلوه، فألقى الله في قلب بختنصر أن يغزوهم فجهز إليهم جيشاً فقاتلوهم فهزموا جيشه، ثم رجعوا منهزمين إليه فجهز إليهم جيشاً آخر أكثف من الأول فهزموهم أيضاً، فلما رأى بختنصر ذلك غزاهم هو بنفسه فقاتلوه فهزمهم حتى خرجوا منها يركضون، فسمعوا منادياً يقول: {لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم} فرجعوا فسمعوا منادياً يقول: يا لثارات النبي، فقتلوا بالسيف فهي التي قال الله: {وكم قصمنا من قرية} إلى قوله: {خامدين}.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {حتى جعلناهم حصيداً} قال: الحصاد {خامدين} قال: كخمود النار إذا طفئت.
وأخرج الطستي عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {خامدين} قال: ميتين. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول:
خلوا ثيابهم على عوراتهم *** فهم بأفنية البيوت خمود


{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16)}
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين} يقول: ما خلقناهما عبثاً ولا باطلاً.


{لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20)}
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عكرمة في قوله: {لو أردنا أن نتخذ لهواً} قال: اللهو، الولد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {لو أردنا أن نتخذ لهواً} الآية. يقول: لو أردت أن أتخذ ولداً لأتخذت من الملائكة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله: {لو أردنا أن نتخذ لهواً} قال: النساء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: اللهو بلسان اليمن، المرأة.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {لو أردنا أن نتخذ لهواً} قال: اللهو بلغة أهل اليمن، المرأة. وفي قوله: {إن كنا فاعلين} أي، إن ذلك لا يكون ولا ينبغي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي في قوله: {لو أردنا أن نتخذ لهواً} قال: نساء {لاتخذناه من لدنا} قال: من الحور العين.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {لو أردنا أن نتخذ لهواً} قال: لعباً.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {لاتخذناه من لدنا} قال: من عندنا {إن كنا فاعلين} أي ما كنا فاعلين. يقول: وما خلقنا جنة ولا ناراً ولا موتاً ولا بعثاً ولا حساباً، وكل شيء في القرآن {إن} فهو إنكار.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {بل نقذف بالحق} قال: القرآن {على الباطل} قال: اللبس {فإذا هو زاهق} قال: هالك.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث، عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {ولكم الويل مما تصفون} قال: هي والله لكل واصف كذب إلى يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ومن عنده} قال: الملائكة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولا يستحسرون} يقول: لا يرجعون.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ولا يستحسرون} قال: لا يحسرون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {ولا يستحسرون} قال: لا يعيون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {ولا يستحسرون} قال: لا ينقطعون من العبادة.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الشعب، عن عبدالله بن الحارث بن نوفل رضي الله عنه، أنه سأل كعباً عن قوله: {يسبحون الليل والنهار لا يفترون} أما شغلهم رسالة؟ أما شغلهم عمل؟ فقال: جعل لهم التسبيح كما جعل لكم النفس، ألست تأكل وتشرب، وتجيء وتذهب، وتتكلم وأنت تتنفس؟ فكذلك جعل لهم التسبيح.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {يسبحون الليل والنهار لا يفترون} قال: جعلت أنفاسهم تسبيحاً.
وأخرج أبو الشيخ عن يحيى بن أبي كثير قال: خلق الله الملائكة صمداً ليس لهم أجواف.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8